ابن جنين صديق نشيط
عدد الرسائل : 302 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: رؤية في تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية الأربعاء ديسمبر 05, 2007 11:19 pm | |
| رؤية في تاريخ الاغتيالات الإسرائيلية
تستخدم الاغتيالات منذ فجر التاريخ في الصراعات السياسية، ولكن اليهود معروفون باللجوء إلى الاغتيال كأسلوب قذر في حربهم ضد خصومهم، بل هم اغتالوا الأنبياء والرسل. كما يخبرنا:القرآن الكريم لأن اليهود يعتبرون، في تعاليم التلمود وتفسيراتهم للتوراة،أن من حقهم اللجوء إلى أي أسلوب يساعدهم في بسط نفوذهم على الآخرين وتحقيق مصالحهم، منطلقين من تصنيفهم العنصري للبشر؛ حيث اليهودي هو الأفضل والأرقى (شعب الله المختار) ،الآخرون هم "الغوييم"، أي الأغيار الذين لا يمتلكون صفة البشرية الكاملة، وليس لهم بالتالي حرمة في أرواحهم وأموالهم، ومن حق اليهودي قتل غير اليهودي وسلبه ماله وخداعه،لمجرد كونه غير يهودي.
اغتيال يحيى وزكريا:
لقد قتل اليهود نبي الله زكريا عليه السلام بأبشع صورة، فشقوه نصفين بالمنشار،وقتلوا نبي الله يحيى بن زكريا وهو قائم يصلي في المحراب،فذبحوه وقدموا رأسه على طبق للحاكم الروماني.
محاولة اغتيال الرسول:
وحاولوا قتل نبي الله محمد (ص) ،وكان قد ذهب إليهم في بني النضير في دية قتيلين، فقال اليهود بمكر يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه،وعندما وجدوا فراغاً أمنياً؛حيث كان الرسول لوحده، ولم يكن أحد من أصحابه معه، خلوا إلى بعضهم بعضاً،ووجدوا الفرصة مؤاتية،وقالوا إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذا،والرسول (ص) متكئ على جدار من بيوتهم، وتآمروا أن يعلو أحدهم سطح ذلك البيت فيلقي على رسول الله (ص) صخرة، "فيريحنا منه" كما قالوا، فانتدبوا لذلك عَمْراً بن جحاش بن كعب، فقال أنا لذلك،وصعد ليلقي عليه الصخرة فيقتله، فأتى الخبر من السماء للرسول (ص)، فقام وخرج راجعاً إلى المدينة.
اغتيال شعب:
وفي القرن العشرين، بدأت مأساة شعبنا الفلسطيني، عندما سلط الغرب الاستعماري الصهاينة على الأمة العربية والإسلامية، فيحولوا بدسائسهم ومكرهم وإجرامهم دون أن يجد العرب والمسلمون فرصة ليتخلصوا من شرور الاستعمار،وبدأ الصهاينة في التآمر على أمتنا لاغتيال وجودها،فلم تكن حوادث الاغتيال التي نفذوها ضد شعبنا مجرد حوادث اغتيال فردية، في سياق الصراع السياسي، ولكنها كانت حلقة من مسلسل اغتيال شعب كامل هو الشعب الفلسطيني واغتيال هوية أمة هي الهوية الإسلامية العربية.
اغتيال الوسيط الأممي:
عين مجلس الأمن الدولي في 20/5/1948م، الكونت السويدي "فولكي برنادوت" كوسيط دولي في الصراع العربي الإسرائيلي ،وقد اغتيل برنادوت 17/9/1948 في القدس على يد وحدة كوماندوز من حركة "ليحي" "أي محاربي إسرائيل" الإرهابية التي كان اسحق شامير رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أحد قادتها، وكانت هذه الحركة تأخذ على الدبلوماسي الدولي أنه أراد تعديل خطة التقسيم التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 29/10/1947م،مما أعتبره الصهاينة تعديلاً لصالح العرب. وقد قتل في عملية الاغتيال هذه أيضاً ضابط فرنسي كبير هو العقيد "أندريه سيروا" وكان القادة الإسرائيليون السياسيون على دراية بعملية الاغتيال هذه.
اغتيال العلماء:
شهدت نهاية الحرب العالمية الثانية،سقوط ألمانيا النازية،وفرار عدد من العلماء الألمان إلى القاهرة وحاول جمال عبد الناصر،بعد ثورة يوليو الاستفادة من بعض هؤلاء العلماء لبناء مصانع لإنتاج الأسلحة وتكنولوجيا الحرب المتطورة وخشي الصهاينة من طموحات عبد الناصر لبناء دولة قوية تهدد وجودهم واحتلالهم لفلسطين، وقرر الموساد الإسرائيلي القيام بخطوات استباقية لتدمير هذا المشروع في المهد،وقام بإرسال طرود ملغومة لقتل العلماء، فأصيب البروفيسور ولفغانغ بيلز بجروح خطيرة وقتلت سكرتيرته في انفجار طرد ملغوم،وقتل خمسة من العمال المصريين في انفجار طرد ملغوم في مصنع صواريخ "هيليو بوليس".
اغتيال يحيى المشد:
وهناك الكثير من الشكوك حول ضلوع الصهاينة في اغتيال بعض العلماء العرب في دول أوروبا الغربية وأميركا الشمالية،وقد تأكد دور الموساد الإسرائيلي في اغتيال العالم المصري الشهير يحيى المشد، وهو أحد أبرز علماء الفيزياء النووية، وكان يدير في باريس صفقة مع "مصنع سارسيل" لشراء كمية من اليورانيوم لاستخدامها في بناء المفاعل الذري العراقي وقد استطاع الموساد الاطلاع على تيليكسات تذكر تفاصيل برنامج سفر المشد والمكان الذي سينزل فيه "وهو الغرفة 9041 في فندق الميريديان بباريس" مما سهل عليهم وضع أجهزة تنصت في غرفته قبل وصوله وتسلل اثنان من عملاء الموساد إلى غرفته وهو نائم،وذبحاه، وفي صباح 13/6/1980م،عثر على جثته غارقة في الدماء.
اغتيال الأسرى:
بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام1967 م، شهد قطاع غزة حرب عصابات باسلة شنها مجاهدو شعبنا ضد الاحتلال وقد لجأت أجهزة الموساد الإسرائيلية إلى حرب الاغتيالات ضد المناضلين،في محاولة من الاحتلال للقضاء على جذوة الثورة وعمد الاحتلال إلى تصفية الأسرى،وهذا مخالف لقوانين الحرب في كل الشرائع واللوائح الدولية.
لقد قام جهاز الـ "شين بيت" بإلقاء القبض على المجاهد عبد ربه عفانة، اثر قيامه بعملية عسكرية، وتمت تصفيته مباشرة وألقي القبض على الشهيد محمد أبو جامع بعد خطف باص في تل أبيب، وأعدم على الفور وألقي القبض على الشهيد مصباح الصوري بعد اشتباك مع حاجز عسكري في غزة، وأعدم فوراً بعد استجوابه. وأعدم الشهيد حسن أبو ركبة بعد استكمال التحقيق معه،خارج السجن غربي جباليا. وأعدم الشهيد عطية الزعانين أثناء التحقيق بعد أن عجز المحققون عن انتزاع معلومات منه وأعدم الشهيد خالد الشيخ علي بطل عملية الشيخ عجلين في التحقيق وأعدم الشهيد صبحي أبو ضاحي على باب منزله،وأعدم الشهيد موسى المقيد على بعد أمتار من منزله وأعدم الشهيد وصفي أبو دية على باب منزله. واغتيل الشهيدان عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة في إضرابات السجون واغتيل الشهداء خميس عليان وعيسى أبو لغد وحمزة المحلاوي بانفجار عبوات مفخخة في نقاط مميتة. وقد أعلنت مؤسسة التضامن الدولي في بيان لها وزعته يوم 10/12/1994م ،أن عدد المعتقلين الفلسطينيين الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال بسبب التعذيب وقسوة أساليب التحقيق منذ اندلاع الانتفاضة بلغ 35 شهيداً، حيث سجل العام الأول للانتفاضة أعلى نسبة من الشهداء الذين سقطوا داخل السجون وبلغ عددهم21 شهيداً.
اغتيال المفكرين والمثقفين والسياسيين:
لم يكن ناجي العلي يحمل رشاشاً أو بندقية،ولكنه كان مناضلاً،لم يحمل سوى الحب الغامر للإنسان ولوطنه،ولكن عواصم الوطن العربي الكبير لم تتسع لجرأته ورأيه الحر الذي كتبه بريشته في رسومه الكاريكاتورية الحزينة، فهاجر إلى لندن،وكانت رسومه تعبيراً حياً عن كل ما هو ممنوع ومقموع في قلب كل عربي، ولذلك خافت من رسوماته الأنظمة، وأفزع صوته الصهاينة لقد كانت رسوماته ثورة، فبدأ الموساد يخطط لوسيلة مناسبة لتنفيذ عملية اغتيال ناجي العلي ولأن بعض القيادات في منظمة التحرير الفلسطينية كانت تكن لناجي العلي كراهية شديدة بسبب جرأته وفضحه لكل ما هو سلبي،مما كان يطال هذه القيادات برذاذ الفضيحة، استغل الموساد هذه الثغرة، وأرسلوا مجموعة اخترقت جهاز الأمن "الرئاسي" الفلسطيني المعروف باسم قوات17،وأوحت للمسؤولين ضرورة اغتيال ناجي العلي،وقتلوه بأيد فلسطينية، فكانت تلك أول عملية مشتركة بين الموساد الإسرائيلي وأجهزة فلسطينية.
وقبلها كان الموساد قد أرسل رسالة مفخخة لأنيس الصايغ مؤسس ورئيس مركز الدراسات الفلسطينية الذي كان أهم مركز أبحاث فلسطيني،ولكنه نجى بأعجوبة وكذلك تم اغتيال كمال ناصر وغسان كنفاني، وعبد الوهاب الكيالي الذي ترأس مركز الدراسات الفلسطينية بعد أنيس صايغ. | |
|